سورة الأنفال - تفسير تفسير ابن عبد السلام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنفال)


        


{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)}
{غَنِمْتُم} ذكر الغنيمة هاهنا والفيء في الحشر وهما واحد، ونسخت آية الحشر بهذه، أو الغنيمة ما أُخذ عَنوة، والفيء ما أُخذ صلحاً، أو الغنيمة ما ظهر عليه المسلمون من الأموال، والفيء ما ظُهِر عليه من الأرضي. {لِلَّهِ خُمُسَهُ} افتتاح كلام، وله الدنيا والآخرة، المعنى للرسول خمسه أو الخمس لله ورسوله يصرف سهم الله في بيته، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ الخمس فيضرب فيه بيده فيأخذ منه الذي قبض كفه فيجعله للكعبة وهو سهم الله. {وَلِلرَّسُولِ} افتتاح كلام أيضاً ولا شيء له من ذلك فيقسم الخمس على أربعة «ع»، أو للرسول الخمس عند الجمهور، ويكون سهمه للخليفة بعده، أو يورث عنه، أو يرد على السهام الباقية فيقسم الخمس على أربعة، أو يصرف إلى الكراع والسلاح فعله أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، أو إلى المصالح العامة. {وَلِذِى الْقُرْبَى} بنو هاشم، أو قريش، أو بنو هاشم وبنو المطلب، وهو باقٍ لهم أبداً، أو لقرابة الخليفة القائم بأمور الأمة، أو للإمام وضعه حيث شاء، أو يرد سهمهم وسهم الرسول صلى الله عليه وسلم على باقي السهام فتكون ثلاثة. {وَالْيَتَامَى} من مات أبوه من الأطفال بخلاف البهائم فإنه من ماتت أمه، ويشترط الإسلام والحاجة، ويختص بأيتام أهل الفيء أو يعم {وَابْنِ السَّبِيلِ} المسافر المسلم المحتاج من أهل الفيء، أو يعم. {الْفُرْقَانِ} يوم بدر فرق فيه بين الحق والباطل.


{إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42)}
{بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا} شفير الوادي الأدنى إلى المدينة.
{الْقُصْوَى} الأقصى منها إلى مكة. {وَالرَّكْبُ} عير أبي سفيان أسفل الوادي على شط البحر بثلاثة أميال {وَلَوْ تَوَاعَدتُمْ} ثم بلغكم كثرتهم لتأخرتم ونقضتم الميعاد، أولو تواعدتم من غير معونة من الله تعالى لاختلفتم في الميعاد بالقواطع والعوائق، أو لو تواعدتم أن تتفقوا مجتمعين لاختلفتم بالتقدم والتأخر والزيادة والنقصان من غير قصد لذلك. {لِّيَهْلِكَ} ليقتل منهم ببدر من قتل عن حجة، وليبقى منهم من بقي عن قدره، أو ليكفر من قريش بعد الحجة من كفر ببيان ما وعدوا، ويؤمن من آمن بعد العلم بصحة إيمانهم.


{إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43)}
{فِى مَنَامِكَ} موضع النوم وهي العين فرأى قلتهم عياناً، أو ألقى عليه النوم فرأى قتلهم في نومه، قاله الجمهور: وكان ذلك لطفاً بهم. {لَّفَشِلْتُمْ} لجبنتم وانهزمتم، أو لاختلفتم في لقائهم، أو الكف عنهم.

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13